يرى أن فنون الخط، والمفردات العربية والأعجمية تعتبر عالما فريدا له أسس عريقة، بقدر ما له القدرة أيضا على التجدد والتحديث. وفى تطبيق عملى لذلك الإيمان، ملك الفنان التشكيلى طارق الليثى ناصية فنون «الخط» ، وشرع فى تحرير مفرداته من خلال لوحات آسرة.
يرى الليثى الذى يستقبل معرضه الفنى «دلالات» زواره فى متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية حتى الرابع من أبريل، أن «الخط» من أبرز وأهم أشكال فنون التصوير التى لها عظيم القواعد والمدارس. ويحكى الفنان، خريج قسم العمارة الداخلية بكلية الفنون الجميلة وصاحب خبرة الـ 16 عاما فى جهود التوثيق الرقمى بمكتبة الإسكندرية، كيف أنه تعمق فى دراسة مختلف مدارس فن الخط أكاديميا، فضلا عن تعمقه فى القراءة الحرة بشأنه.
ثم كان قرار الليثى بإطلاق سراح «الخط العربي»، اختار تجربة خاصة بتخطى القواعد الأساسية المتعارف عليها فى كتابة الخط، ويرسم الحروف العربية بمنطق مختلف حر ولكنه يحافظ على «شخصية الحرف»، وفقا لتعبيره. ويصف تجربته بأنها «رسم» للخطوط العربية وليس مجرد «كتابة».
وعن «دلالات» ، يوضح الليثى أن معرضه الذى يضم 25 لوحة، يتضمن أربع لوحات سبق أن شاركت فى معرض خاص بعنوان «فن البقاء فى المنزل» نظمته مكتبة الإسكندرية بمشاركة 60 فنانا نهاية ديسمبر الماضى. وتجمع لوحات «دلالات» على إتقان التعبير عن انفعاله الإنسانى بحالات متفرقة. وبقدر ما تعكس انفعاله، اختار الليثى أن يترك لمتأملى لوحاته الحرية الكاملة فى تفسير وفهم لوحاته، فقرر ألا تحمل اللوحات المشاركة فى «دلالات» أسماءها بشكل واضح.
وفى سبيل تقديم شرح أكبر لتجربته، يسلط الليثى الضوء على واحدة من اللوحات المشاركة تحت عنوان «من كان منكم بلا خطيئة..فليرمها بحجر». ويقول: «كانت انفعالا من جانبى بموقف تعرض له أحد معارفى، إذ تحول إلى مركز اللوم فى مسألة ما، فدفعنى ذلك إلى تنفيذ لوحتى التى تحمل فى أعمق طبقاتها الآية الإنجيلية (من كان منكم بلا خطيئة .. فليرمها بحجر)، وغطتها طبقات تالية من الألوان والحروف فى تعبير واضح عن أن الخطيئة دوما دفينة النفس لا تظهر للعيان، وذلك حال الجميع فى زمن تعددت فيه الأحكام وباتت شديدة القسوة».
وفى لوحة أخرى، مزج الليثى بين فنون الخط العربى والملصقات الأجنبية وأوراق الشجر، وذلك تحت عنوان «من الطبيعة إلى البلاستيك»، فى احتجاج واضح على ممارسات الإنسان التخريبية فى حق الطبيعة، وكيف يتم تحوير الموارد الطبيعية إلى علامات تجارية لتحقيق رفاهية الإنسان. تلك كانت بعض نماذج التجارب التى أشعلت حماس الليثى فى منح الخط العربى المزيد من الحرية والانطلاق.
Comments